الجمعة، أكتوبر 22، 2010

لقاء بعد الغياب

شاء القدر والزمن أن يجمعانا صدفة مرة أخرى. احتياج للدفء و رغبة فى الإحساس بالأمان، كان كلا منا يشعر بالآخر لأن أحاسيسنا كانت متشابهة أو ربما متطابقة.
أردت أن أمضى معه ساعات أنسى فيها هموم دنياى مثلما أراد هو ، فلم أرفض عرضه بالذهاب إلى أى مقهى قريب نحتسى شيئاً ما و نتحادث قليلاً.

شربت شايى المعتاد وشرب هو فنجاناً من القهوة، تحدثنا عن الحياة والناس ثم تعمق الحديث إلى علاقاتنا الشخصية و مشاعرنا الخفية. حكيت له عن آخر تجاربى العاطفية وسردت كل التفاصيل. كنت أتحدث معه بثقة الحديث مع صديق العمر، ربما لأنى كنت أرغب فى الحكى بشدة. للحكى قيمة خاصة و مميزة عند الفتيات، كم هو مريح أن أحكى ما عشته بكل تفاصيله، فكأن خروج الكلمات يجعلنى أتخلص من تأثير الأحداث وأدفنها فى دفاتر الماضى .

شعرت بأن روحانا تتلاقى فى بعض نقاط الحديث، نفس الإحساس، نفس النظرة والذكرى !
منذ عدة أيام، كنت حزينة و فى أمس الحاجة إلى حضن و كان هو أيضاً فى حاجة إلى حضن، أكان يشعر بى وقتها؟ أهناك شيئاً ما يربطنا؟ أم أننا مجرد تائهين التقيا فى صحراء الغربة فكان من الطبيعى أن يتشاركا إحساس الوحدة والوحشة ؟!

انهيت حديثى وحكاياتى ثم سألته عن حياته وأخباره. قصّ على الكثير وتحدث طويلاً عن الفن والأدب، لم يؤثر فىّ حديثه ولا أي من كلامه ولكن عمق إحساسه وانفعاله هو ما حرك شيئاً ما فى داخلى بقوة وعنف.
لم أفهم لمَ هو شديد التأثر بأحداث يراها هو لا تستحق الاهتمام ولكننى أدركت كم هو مرهف الحس!

أنا لا أعلم شيئاً عن تناسخ الأرواح أو توارد الأفكار والخواطر ولكننى أعلم أنه يوجد شيئاً ما بيننا، شيئاً ما يربطنا أو يفرقنا أو يربطنا ويفرقنا.

نفذ الكلام وانتهى الحديث نهاية تقليدية وبعيدة كل البعد عن الاختلاف ثم ذهب كلاَ منا فى طريقه على أمل أن نلتقى فى صدفة أخرى...

* إلى صديق لم أقبل يوماً أن نكون أصدقاء لأننى أخشى عليه وعلى نفسى من الجرح والهجر والفراق .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق