الأربعاء، يوليو 18، 2018

ماذا عساي أن أفعل؟

حاربت كل شياطيني. ينتصف الليل وتختلي بي نفسي، لا مفر منها سوى بقدومك لتشاركني الفراش. تطاردني أفكاري وأحزاني. وفي الأعماق، أشعر أني محاصرة. كل شيء جيد وأنا سعيدة لكن هذا لا يجعلني حرة. علي أن أستيقظ كل يوم، وإن لم أفعل يؤلمني جسدي حتى اضطر لمغادرة الفراش. علي أن أذهب للعمل، أو أحضر الطعام، أو أكلم ماما، أو أشاهد الأفلام. على أن أكون، كل يوم.
الحق، أننا نشغل أنفسنا عن مأساتنا بروتين الحياة. نحن لا نتعلم المزيد ولا نترقى في العمل ولا نسعى إلى أي شيء، وأي طموح أو أحلام نحققها، نكتشف ساعة الوصول إليها أنها كانت بلا معنى ولا سبيل لها بتحقيق الرضا المنشود. كل هذه هي محاولات مرتبكة لمنع الانحدار إلى الثقب الأسود بداخل كل منا.
تركت الناس وكل ما عرفته من قبل وذهبت إلى بلد جديد وكل ما فيها جديد. لكن كما يقول الشاعر، الجديد فيه الأجدد منه. حماستنا أقصر بكثير من الزمن. ولست أدري إن كانت تلك رحلة بحث عن الذات أم هروب منها.
الحياة هي أن تتقبل أن تلبس رداء مثقوب وأنت تعرف أن كل الرداءات الأخرى، مختلفة ألوانها، مثقوبة أيضًا. فتهدر باقي عمرك في محاولة تورية الثقوب حتى لا يلامس الهواء أو الوسخ جسدك العاري.