السبت، يوليو 31، 2010

كنا

دائماً ما كنا مختلفين
كنا متمردين و متحفظين
نعم ، كنا تلك الطبقة من المثقفين !

لا نتأثر بالأحداث العادية
و لا العالمية
كنا نرى و نتأمل
و نفحص و ندقق
ثم نتفوه بالترهات
التى أسميناها نظريات ..

كنا كالمسافر الوحيد
و كنا القصيدة فى الطريق
يستهلكنا الزمن و نستهلكه
لكن ، لا هو أوقفنا
و لا مرة استطعنا أن نوقفه ..

كنا ،
كنا نشعر أننا ذلك المطر المنتظر
فى تلك الصحراء الجرداء
التى ليست بجرداء

و قد كنا حقاً
كنا المطر ،
و كنا السحاب و الغيوم
كنا الشمس فى طلوعها و أفولها
كنا الليل الطويل
و النهار البعيد
كنا الأسئلة و الإجابات
كنا علامات الترقيم بلا كلمات ..

كنا ،
كنا كل ذلك
كنا كل ما استطعنا أن نكون ..

فهل كنا كل شىء ،
أم كنا لاشىء على الإطلاق ؟!

الأحد، يوليو 11، 2010

جيل العقلاء



علمونى الصواب و الخطأ
علمونى أن أنطق بالحق
و ألا أسكت فى وجه الظلم ،
لقنونى معنى الحرية و الإنسانية تلقيناً
و أخبرونى أن الحياة بدونهما لا تسوى شىء .

جيل العقلاء ،
أبى و أمى .. و أجدادى .

لا أعبأ إن كذب على أحد ،
أهتم فقط حين أصدق الكذب
و يصير جزئاً من حياتى و معتقداتى .

جيل العقلاء و العظماء ،
جيل الأدباء و النقاد و العلماء و الشيوخ ،
جيل كل ما كان و مضى و لم يعد له مكان .

يا أيها المتفرجون هناك و المشاهدون هنا ..

أنا ، حينما ثرت على الحرام
اتهمونى بالكفر و الزندقة ،
قولوا لى يا جيل الشيوخ المتدينين
لم وجدت الوطن مليئاً بالعهر ؟

و لما تمسكت بحق العيش حراً
ألقونى فى سجونهم ،
فقولوا لى يا جيل الأدباء
لم لا تنطق الكلمة فى بلادى دون أمر ؟

و قرأت فى الكتب
فصادروها منى ،
فقولوا لى يا جيل العلماء
لم وجدت الوطن غريقاً فى وحل الجهل ؟

ثم مسكت فرشاة و رسمت و لونت
لكن أحداً لم يرَ معنى الجمال ،
فقولوا لى يا جيل الفنانين
لمَ وجه الوطن يعبر عن القبح ؟؟

و وجدت نفسى وسط الغيوم ..
جملة إعتراضية أو حالة منسية ،
وحيداً شريداً طريداً ، غريباً بعيداً ،
منبوذاً و ملعوناً و مطروداً من تلك البلاد ،
من وطن الاستعباد و الاستبداد ..

فقولوا لى يا جيل النقاد
لمَ لم تنتقدوا أنفسكم يوماً ؟!